يا من له الأخلاق ما تهوى العلا *** منهــا وما يتعشــــق الكبــــــــراء.
لو لم تقــم دينا لقــامت وحـدهــا دينــا يضــيء بنـــوره الآنــــــــاء.
زانتك في الخلق العظيم شمـــائل يغــرى بـــهن ويـولــع الكرمـــــاء
وإذا سخوت بلغت با لجود المدى و فعــلت مــا لا تفعـــل الانـــــواء
وإذا عفـــوت فقــادرا و مقــــدرا لا يستــــهين بعـــفوك الجهـــــلاء
وإذا رحمـــــت فأنت أم أو أب هـــذان فـــي الدنيـا همـا الرحمـــاء
وإذا غضــبت فإنمــا هي غضبة فــي الحــق لأضغن ولا بغضـــــاء
وإذا رضــــيت فــفي مرضـــاته ورضي الكثيـــر تحلــم وريــــــــــاء
وإذا خطـــبت فللمنــــــــــابر هزة تعـــرو النــدي وللقـلـــوب بكـــاء
وإذا قضـــيت فلا ارتاب كأنمــــا جـاء الخصـوم من السماء قضـاء
وإذا أخـــذت العــهد أو أعطيتـــه فجميـــع عهـــدك ذمــــة ووفــــاء
بـــك يا ابن عبد الله قامــت سمحة بالحــق مــن مــلل الهـدى غـــراء
بنيت على التوحــــيد وهي حقيقـة نـــادى بهـــا الحكمـاء و العقــلاء
الله فوق الخــــلق فيهـــــــا وحـده و النــاس تحـــت لوائــها أكفـــاء
و الديــن يــسر والخلافــــة بيعــة و الأمـر شـورى والحقوق قضاء
أنصفت أهل الفقر من أهل الغــنى فالكـل فـي حــق الحيـــاة ســـواء
ظلـموا شريعتـك التي نلـــنا بهــــا مـا لـم ينـل فـي رومــه الفقهــــاء
صـلى عليك الله ما صحب الدجـى حــــاد وحنـــت بالفـــلا وجنــــاء
من ديوان الشاعر أحمد شوقي